سوريا على مفترق طرق- انهيار النظام وتداعيات الواقع الجديد
المؤلف: حمود أبو طالب10.31.2025

الصورة القاتمة لسوريا تتضح معالمها يوماً بعد يوم، فالمعطيات تتسارع بوتيرة مذهلة لتؤكد لنا حقيقة التغيير القادم لا محالة. مع ذلك، يبقى السؤال معلقاً: كيف سيكون هذا الواقع الجديد؟ وما هي أبرز سماته؟ يصعب التكهن بذلك في الوقت الراهن، فالأحداث تتطور بشكل دراماتيكي غير مسبوق. لكن، استناداً إلى أحدث المستجدات والمواقف المعلنة، نستطيع أن نجزم بأن نظام الحكم السوري يواجه أزمة خانقة، ولا يمكنه الخروج منها إلا بمعجزة، وهي احتمال ضعيف للغاية، بل ربما ضرب من المستحيل.
في صباح اليوم الفائت، كشفت صحيفة النيويورك تايمز عن معلومات تفيد بأن إيران "بدأت فعلياً في إخلاء قادتها العسكريين وأفرادها من الأراضي السورية، وذلك وفقاً لتصريحات مسؤولين إقليميين وإيرانيين". هذه الخطوة تُعد بمثابة إقرار ضمني بعجز إيران عن مساندة الرئيس بشار الأسد في مواجهة الهجوم المتزايد من قِبل قوى المعارضة المسلحة. وفي سياق متصل، صرح مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة الشرق الأوسط، في خبر نُشر يوم أمس، بأن روسيا لن تتدخل عسكرياً على نطاق واسع في سوريا، بالرغم من التطورات المتسارعة. ورداً على سؤال حول الخطوط الحمراء التي قد تدفع روسيا إلى تدخل عسكري كبير، أجاب الدبلوماسي: "لا توجد لدينا خطوط حمراء"، وتوقع سيطرة الفصائل على حمص، وتقدمها نحو العاصمة دمشق.
هذه الأخبار المتواترة تشير بوضوح إلى أن النظام السوري قد فقد أهم داعميه الرئيسيين. الموقف الإيراني يشهد تحولاً سريعاً ومفاجئاً، على الرغم من إعلان طهران المتكرر عن إرسال دعم عسكري إضافي للنظام. أما روسيا، فقد تصرفت بطريقة توحي بأنها سحبت غطاءها السياسي والعسكري، ولن تقدم أي شكل من أشكال الدعم، حتى لو كان مجرد دعم سياسي. وإذا أضفنا إلى ذلك الموقف التركي، الذي تجسد في تصريح يعبر عن تمني أن تصل الفصائل المسلحة المعارضة إلى دمشق دون عوائق، مع الأخذ في الاعتبار التنسيق الروسي التركي بشأن الأوضاع في سوريا، يتضح لنا مدى عمق الأزمة التي يواجهها النظام السوري وصعوبة موقفه.
سوريا، تلك الدولة العربية الكبيرة ذات الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية البالغة في المنطقة، تعاني من مشكلات متفاقمة ومستمرة منذ اندلاع موجة الثورات في عام 2011. لقد تمكن نظامها من الصمود والمقاومة، ولكن ليس انطلاقاً من قوة ذاتية، وإنما بشكل أساسي بفضل الدعم الإيراني والروسي. إلا أن متغيرات السياسة الدولية والإقليمية قد أعادت ترتيب أولويات وأهميات كلا البلدين. فروسيا تعيش تبعات دخولها الحرب مع أوكرانيا، وإيران تتأثر بنتائج حرب أكتوبر 2023. وبالتأكيد، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ليست غائبة عن ترتيبات هذه المتغيرات في الساحة السورية، حتى وإن لم تعلن موقفاً واضحاً ومباشراً إزاءها.
إذا استمر تقدم الفصائل المسلحة المعارضة بهذا الوتيرة المتسارعة، فليس هناك ما يمنعها من الوصول إلى العاصمة دمشق. وعندما يتحقق ذلك، سنكون أمام واقع جديد يتسم بالفوضى والاضطراب لفترة طويلة، ولن يكون مثالياً كما تصور زعماء الفصائل المسلحة، مثل أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) في مقابلته مع قناة CNN مساء الخميس. سيكون الوضع بالغ الحرج في سوريا، وستندلع أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات العربية المتراكمة. التغيير لن يكون سهلاً، وليس لدينا سوى الدعاء للشعب السوري بأن لا تطول معاناته.
في صباح اليوم الفائت، كشفت صحيفة النيويورك تايمز عن معلومات تفيد بأن إيران "بدأت فعلياً في إخلاء قادتها العسكريين وأفرادها من الأراضي السورية، وذلك وفقاً لتصريحات مسؤولين إقليميين وإيرانيين". هذه الخطوة تُعد بمثابة إقرار ضمني بعجز إيران عن مساندة الرئيس بشار الأسد في مواجهة الهجوم المتزايد من قِبل قوى المعارضة المسلحة. وفي سياق متصل، صرح مصدر دبلوماسي روسي لصحيفة الشرق الأوسط، في خبر نُشر يوم أمس، بأن روسيا لن تتدخل عسكرياً على نطاق واسع في سوريا، بالرغم من التطورات المتسارعة. ورداً على سؤال حول الخطوط الحمراء التي قد تدفع روسيا إلى تدخل عسكري كبير، أجاب الدبلوماسي: "لا توجد لدينا خطوط حمراء"، وتوقع سيطرة الفصائل على حمص، وتقدمها نحو العاصمة دمشق.
هذه الأخبار المتواترة تشير بوضوح إلى أن النظام السوري قد فقد أهم داعميه الرئيسيين. الموقف الإيراني يشهد تحولاً سريعاً ومفاجئاً، على الرغم من إعلان طهران المتكرر عن إرسال دعم عسكري إضافي للنظام. أما روسيا، فقد تصرفت بطريقة توحي بأنها سحبت غطاءها السياسي والعسكري، ولن تقدم أي شكل من أشكال الدعم، حتى لو كان مجرد دعم سياسي. وإذا أضفنا إلى ذلك الموقف التركي، الذي تجسد في تصريح يعبر عن تمني أن تصل الفصائل المسلحة المعارضة إلى دمشق دون عوائق، مع الأخذ في الاعتبار التنسيق الروسي التركي بشأن الأوضاع في سوريا، يتضح لنا مدى عمق الأزمة التي يواجهها النظام السوري وصعوبة موقفه.
سوريا، تلك الدولة العربية الكبيرة ذات الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية البالغة في المنطقة، تعاني من مشكلات متفاقمة ومستمرة منذ اندلاع موجة الثورات في عام 2011. لقد تمكن نظامها من الصمود والمقاومة، ولكن ليس انطلاقاً من قوة ذاتية، وإنما بشكل أساسي بفضل الدعم الإيراني والروسي. إلا أن متغيرات السياسة الدولية والإقليمية قد أعادت ترتيب أولويات وأهميات كلا البلدين. فروسيا تعيش تبعات دخولها الحرب مع أوكرانيا، وإيران تتأثر بنتائج حرب أكتوبر 2023. وبالتأكيد، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ليست غائبة عن ترتيبات هذه المتغيرات في الساحة السورية، حتى وإن لم تعلن موقفاً واضحاً ومباشراً إزاءها.
إذا استمر تقدم الفصائل المسلحة المعارضة بهذا الوتيرة المتسارعة، فليس هناك ما يمنعها من الوصول إلى العاصمة دمشق. وعندما يتحقق ذلك، سنكون أمام واقع جديد يتسم بالفوضى والاضطراب لفترة طويلة، ولن يكون مثالياً كما تصور زعماء الفصائل المسلحة، مثل أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) في مقابلته مع قناة CNN مساء الخميس. سيكون الوضع بالغ الحرج في سوريا، وستندلع أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات العربية المتراكمة. التغيير لن يكون سهلاً، وليس لدينا سوى الدعاء للشعب السوري بأن لا تطول معاناته.
